النجاح بالنسبة لرائد الاعمال ليس مجرد ارقام المبيعات أو التحميلات او التوسع لأسواق جديدة. هناك عناصر اخرى مهمة لتعريف النجاح في ” حياة رائد الاعمال ” !
عند التحدث لرواد الأعمال دائمًا ما يكون الحديث عن مشاريعهم الناشئة وكيفية تحقيق النمو والوصول للأهداف المرجوة، كيف تؤسس مشروعك ، كيف تكبر مشروعك، كيف توظف الاشخاص الصحيحين، كيف تدير مشروعك ماليا ، كيف تستعين بالشريك الصحيح، كيف تطلب التمويل للنمو، وغيرها من الموضوعات المتصلة بالبيزنس.
لكن، هناك جانب اخر عادة ما يتم اهماله بالنسبة لرواد الاعمال، وهي الحياة الشخصية لهم. على الرغم من اهمال الجميع للحديث عنها، الا انه الحياة الشخصية لرائد الاعمال هي الاساس الذي يرتكز عليه كل شيء. اذا كانت حياة رائد الاعمال سيئة، بالتالي لن يستطع ان ينجز في مشروعه او يبدع فيه او يحقق انجازات كبيرة.
اليوم لن نتحدث عن مشاريع وخطط، حديثتا سيكون عن رائد الأعمال نفسه، عن كيفية الاعتناء بنفسه، وهو أمر لا يقل اهمية عن الموضوعات الأخرى، فلا نجاح بدون شخصية قادرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
اعتن بنفسك جيدًا
تحتاج إلى أخذ قسط من الراحة بين الحين والآخر، وافهم جيدًا أن الاعتناء بنفسك = الاعتناء بالعمل.
الاعتناء بنفسك يتخذ اشكالا عديدة. الانغماس الشديد في العمل طوال الوقت لا يعني الانتاجية كما تظن وانما يعني انك تبذل جهدا اكبر بكفاءة أقل. من الضروري للغاية ان يعتني رائد الاعمال بنفسه بكافة الجوانب، بدءً من الجوانب الصحية والنفسية والجسدية، حتى يحافظ على صحته وحياته اولاً، قبل الحفاظ على حياة مشروعه.
الحياة الصحية لرائد الاعمال يعني باختصار: طعام صحي ورياضة بدنية. نترك لك تقرير ما هو مناسب لهذين التعريفين، فقط لا تعمل وتبذل جهدا هائلا في الوقت الذي تطعم فيه جسدك طعاماً غير صحي مليئا بالدهون والماكولات الرديئة.
اما الرياضة البدنية، فهي ايضا متروك لك تحديدها، بدءً من المشى لمدة ساعة يوميا ، أو ممارسة الرياضة، أو الذهاب الى صالة الالعاب او الجري أو ما هو مناسب لصحتك ولمزاجك الشخصي.
جزء من اعتناءك بنفسك هو اعتناءك بأسرتك ايضاً. لا يعتبر رائد الاعمال ناجحاً اذا حقق مشروعه الملايين، بينما تعاني اسرته من العلافات الجافة المؤسفة وغياب الروح في المنزل. التوازن مهم للغاية، ومعنى ” الاعتناء بنفسك ” انت الذي تحدده بشكل كامل.
مارس هواياتك
تحتاج إلى بعض الهوايات خارج العمل التي يمكن أن تساعد على استرخاءك، خصص الوقت لها، هوايات مثل الجري والقراءة والسباحة وغيرها.
الكثير من رواد الاعمال يتناول هذه الهوايات باستخفاف. ستجد الكثيرون منهم عندما تسأله عن هواياته، يجبك فوراً : انا ليس لدي هواية سوى عملي. يظن الكثيرون ان هذه الاجابة تنم عن حماس واجتهاد رائد الاعمال في عمله، بمعنى انه ليس لديه مايشغله سوى عمله فقط.
خطأ، رائد الاعمال يجب ان يكون متعدد الهوايات، او على الاقل هواية واحدة. الهوايات تشكل شخصية كل انسان بشكل واضح. مارس شيئا تهواه ، العب الشطرنج ، اقرأ كثيرا ، واظب على حضور السينما والمسارح اذا كنت ميّالا للفنون والأدب. العب ألعابا اليكترونية ، اجمع التحف. اي شيء ترى انه يستهويك ، حتى لو كان سخيفا او غير مفهوم بالنسبة للآخرين، لا تتردد عن ممارسته.
فقط نرجو الا تكون الهواية التي تمارسها هي تصفح الفيسبوك او انستغرام. هذه ليست هواية بل تدمير للعقل والصحة والوقت. الهواية يجب ان تكون امراً ايجابياً مريحا لك ولشخصيتك، يجعلك قادر على مواظبة عملك بشكل مستمر.
قيمتك الذاتية لا تساوي قيمة شركتك
يجب أن تكون قادرًا على الفصل بين قيمتك الذاتية وقيمة شركتك خلاف ذلك ، سوف تشعر بالضيق عندما لا تكون الشركة على ما يرام، ستشعر دائمًا بالضغط وتتهم نفسك بالاخفاق والفشل وستعيش في دائرة مغلقة من الاحباط.
عندما تتدنى مبيعات شركتك، فهذا لا يعني ان تهمل صحتك. عندما تتدنى المبيعات لا يعني ذلك ان تنشب خلافات حادة بينك وبين اسرتك. عندما لا تكون النتائج مُرضية لك، فهذا لا يعني ان تهمل روتينك الغذائي او الصحي او الرياضي. قيمة حياتك شيء، وقيمة شركتك شيء آخر. بالطبع قيمة شركتك شيء مهم في حياتك، ولكنها لا تعني ان تدور حولها كل حياتك، وتهمل كل شيء آخر.
الكثير من قصص رواد الاعمال الناجحين تلوثت تماما بهذا الخطا. الشعور بأن نجاحه الوحيد مرتبط بقيمة المبيعات، اذا ارتفعت المبيعات زادت ثقته بنفسه، واذا انخفضت المبيعات شعر بالعدمية وعدم القيمة والضياع الكامل. من المهم للغاية ان يفصل رائد الاعمال بين قيمة نفسه وحياته وقيمة شركته. انت تحدد كيف تقوم بعمل هذا الاجراء بنفسك !
استثمر في الأولويات
لا تنس الاستثمار في عائلتك وأصدقائك، عزز التسلسل الهرمي للأولويات ، ثم تأكد من تخصيص وقت معقول لهم، يعكس أولوياتك، فالحياة لها جوانب عديدة، احرص على أن تقوم بالدور المطلوب منك في كل جانب، اهتمامك بجانب العمل وحده سيعود عليك بالفشل، فتحقيق التوازن هو السبيل الوحيد للنجاح.
كما تستثمر في شركتك، استثمر في عناصر جودة حياتك. استثمر بشراء عقار لطيف يضمن لك حياة جيدة ، ويضمن لك ايضا استثمار جيد لاحقاً. استثمر في بناء علاقات قوية مع اشخاص يستحقون ان تتواصل معهم. استثمر في بناء شخصيتك عبر السفر والترحال ومطالعة ثقافات وانماط جديدة من الناس والتفكير.
لا يوجد رائد اعمال ناجح منغلق على نفسه لا يتطلع لنباء علاقات مع الآخرين وبناء فرص والاستثمار في الاصول النفسية والمعنوية لحياته، كما يهتم ببناء الاصول المادية لشركته. كما تستثمر في شركتك طوال الوقت، استثمر ايضاً في بناء شخصيتك وحياتك وعلاقاتك بنفس الحماس.
المصدر: arabfounders.net